فصل: (البروج: آية 21)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- في قوله: {إن بطش ربك لشديد} أورد الخبر الإنكاري وهو تأكيد الكلام وجوبا للمنكر، وقد أكد الكلام بأن واللام.
2- وفي قوله: {بل الذين كفروا في تكذيب} مجاز مرسل علاقته الحالية لأن التكذيب معنى من المعاني ولا يحلّ الإنسان فيه وإنما يحلّ في مكانه فاستعمال التكذيب في مكانه مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل فعلاقته الحالية وعدل عن يكذبون إلى جعلهم في التكذيب وأنه لشدته أحاط بهم إحاطة البحر بالغريق والسوار بالمعصم وفي الوقت نفسه جاء بالتكذيب نكرة للدلالة على تعظيمه وتهويل أمره.

.الفوائد:

قد يتعدد خبر المبتدأ الوأحد فيكون أكثر من وأحد لأن الخبر كالنعت فيجوز تعدده، وإلى ذلك أشار ابن مالك في الخلاصة قال:
وأخبروا باثنين أو بأكثرا ** عن وأحد كهم سراة شعرا

ويطّرد ذلك في وجهين: أحدهما أن يتعدد لفظا لا معنى نحو الرمان حلو حامض لأن معنى الخبرين راجع إلى شيء وأحد إذ معناهما مز فهما بمنزلة اسم وأحد، والثاني أن يتعدد لفظا ومعنى نحو زيد كاتب شاعر، وضابط الأول أنه لا يجوز عطف أحد الخبرين على الآخر لأنهما بمثابة اسم وأحد، وضابط الثاني أنه يجوز أن يعطف الثاني على الأول وأن لا يعطف. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة البروج:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الواو للقسم، وجوابه محذوف: أي لتبعثن ونحوه، وقيل جوابه {قتل}: أي لقد قتل، وقيل جوابه: {إن بطش ربك} {واليوم الموعود} أي الموعود به، و{النار} بدل من {الأخدود}، وقيل التقدير: ذى النار لأن الأخدود هو الشق في الأرض، وقرئ شاذا بالرفع: أي هو النار، و{إذ هم} ظرف لقتل، وقيل التقدير: اذكر {فلهم عذاب جهنم} قيل هو مثل قوله تعالى: {فإنه ملاقيكم} {فرعون وثمود} قيل هما بدلان من {الجنود}، وقيل التقدير: أعنى، و{المجيد} بالرفع نعت لله عز وجل، وبالجر للعرش، و{محفوظ} بالرفع نعت للقرآن العظيم، وبالجر للوح. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة البروج:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[البروج: آية 1]

{وَالسماء ذاتِ البروج (1)}
{وَالسماء} جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم {ذاتِ البروج} صفة مضافة إلى {البروج}، و{البروج}: الكواكب في السماء.

.[البروج: آية 2]

{وَالْيوم الموعود (2)}.
{وَالْيوم} معطوف على السماء {الموعود} صفة اليوم.

.[البروج: آية 3]

{وَشاهِدٍ ومشهود (3)}.
معطوفان على ما قبلهما.

.[البروج: آية 4]

{قتل أَصْحابُ الأخدود (4)}.
{قتل} ماض مبني للمجهول {أَصْحابُ الأخدود} نائب فاعل مضاف إلى {الأخدود} والجملة الفعلية جواب القسم.

.[البروج: آية 5]

{النَّارِ ذاتِ الوقود (5)}.
{النَّارِ} بدل اشتمال من {أصحاب الأخدود} {ذاتِ الوقود} صفة {النار} مضافة إلى {الوقود}.

.[البروج: آية 6]

{إِذْ هُمْ عليها قعود (6)}.
{إِذْ هُمْ} ظرف زمان ومبتدأ {عَلَيْها} متعلقان بالخبر {قعود} خبر والجملة الاسمية في محل جر بالإضافة.

.[البروج: آية 7]

{وَهُمْ على ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شهود (7)}.
{وَهُمْ} الواو حرف عطف (هُمْ) مبتدأ {على ما} متعلقان بـ: {شهود} {يَفْعَلُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة {بِالْمُؤْمِنِينَ} متعلقان بالفعل {شهود} خبر المبتدأ والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.

.[البروج: آية 8]

{وَما نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الحميد (8)}.
{وَما} الواو حرف استئناف (ما) نافية {نَقَمُواْ} ماض وفاعله {مِنْهُمْ} متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة لا محل لها (إلا) حرف استثناء {أَنْ يُؤْمِنُوا} مضارع منصوب بأن والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به {بِاللَّهِ} متعلقان بالفعل {الْعَزِيزِ الحميد} بدلان من لفظ الجلالة.

.[البروج: آية 9]

{الَّذي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ شهيد (9)}.
{الَّذي} بدل ثالث من لفظ الجلالة {لَهُ} خبر مقدم {مُلْكُ} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية صلة {السَّماواتِ} مضاف إليه {والأرض} معطوف على السموات {وَاللَّهُ} مبتدأ {على كُلِّ} متعلقان بالخبر شهيد {شيء} مضاف إليه والجملة حال {شهيد} خبر.

.[البروج: آية 10]

{إِنَّ الَّذينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عذاب جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عذاب الحريق (10)}.
{إِنَّ الَّذينَ} إن واسمها {فَتَنُوا} ماض وفاعله {الْمُؤْمِنِينَ} مفعول به {وَالْمُؤْمِناتِ} معطوف على {المؤمنين} والجملة الفعلية صلة الذين و(ثم) حرف عطف {لَمْ يَتُوبُوا} مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها. {فَلَهُمْ} الفاء زائدة {لَهُمْ عذاب} خبر مقدم ومبتدأ مؤخر {جَهَنَّمَ} مضاف إليه والجملة الاسمية خبر إن وجملة {إن الذين..} مستأنفة {وَلَهُمْ عذاب الحريق} معطوفة على ما قبلها.

.[البروج: آية 11]

{إِنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الكبير (11)}.
{إِنَّ الَّذينَ} إن واسمها {آمَنُوا} ماض وفاعله والجملة الفعلية صلة الذين {وَعَمِلُوا} معطوف على آمنوا {الصَّالِحاتِ} مفعول به {لَهُمْ جَنَّاتٌ} خبر مقدم ومبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر إن وجملة {إن الذين..} مستأنفة لا محل لها. {تَجْرِي} مضارع مرفوع {مِنْ تَحْتِهَا} متعلقان بالفعل {الْأَنْهارُ} فاعل والجملة صفة {جنات} {ذلِكَ الْفَوْزُ} مبتدأ وخبره {الكبير} صفة والجملة الاسمية مستأنفة.

.[البروج: آية 12]

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لشديد (12)}.
{إِنَّ بَطْشَ} إن واسمها {رَبِّكَ} مضاف إليه {لشديد} اللام المزحلقة {شديد} خبر إن والجملة مستأنفة.

.[البروج: آية 13]

{إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ ويعيد (13)}.
{إنه} إن واسمها {هُوَ} ضمير فصل {يُبْدِئُ} مضارع فاعله مستتر والجملة خبر إن وجملة إنه تعليل {ويعيد} معطوف على {يبدئ}.

.[البروج: آية 14]

{وَهُوَ الْغَفُورُ الودود (14)}.
{وَهُوَ الْغَفُورُ الودود} مبتدأ وخبران والجملة حال.

.[البروج: آية 15]

{ذُو العرش المجيد (15)}.
{ذُو العرش} ذو خبر ثالث مضاف إلى العرش {المجيد} خبر أيضًا.

.[البروج: آية 16]

{فَعَّالٌ لما يريد (16)}.
{فَعَّالٌ} خبر أيضًا {لِما} متعلقان بما قبلهما {يُرِيدُ} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة.

.[البروج: آية 17]

{هَلْ أَتاكَ حديث الجنود (17)}.
(هَلْ) حرف استفهام {أَتاكَ} ماض ومفعوله {حديث الجنود} فاعل مضاف إلى {الجنود} والجملة مستأنفة.

.[البروج: آية 18]

{فِرْعَوْنَ وثمود (18)}.
{فِرْعَوْنَ وثمود} بدل من {الجنود} وما بعده معطوف عليه.

.[البروج: آية 19]

{بَلِ الَّذينَ كَفَرُوا في تكذيب (19)}.
{بَلِ} حرف إضراب وانتقال: {الَّذينَ} مبتدأ {كَفَرُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {في تكذيب} خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

.[البروج: آية 20]

{وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ محيط (20)}.
{وَاللَّهُ} الواو حرف استئناف ولفظ الجلالة مبتدأ {مِنْ وَرائِهِمْ محيط} متعلقان بالخبر {محيط}، والجملة مستأنفة.

.[البروج: آية 21]

{بَلْ هُوَ قرآن مجيد (21)}.
{بَلْ} حرف إضراب وانتقال: {هُوَ قرآن} مبتدأ وخبره {مجيد} صفة والجملة مستأنفة.

.[البروج: آية 22]

{فِي لَوْحٍ محفوظ (22)}.
{فِي لَوْحٍ} صفة ثآنية لـ: {قرآن} {محفوظ} صفة {لوح}. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة البروج ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث:
1474- الحديث الأول:
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: «أنه كَانَ لبَعض الْمُلُوك سَاحر فَلما كبر ضم إِلَيْهِ خَادِمًا وَكَانَ فِي طَرِيق الْغُلَام رَاهِب فَسمع مِنْهُ فَرَأَى فِي طَريقَة ذَات يوم دَابَّة قد حبست النَّاس فَأخذ حجرا وَقال اللَّهُمَّ إِن كَانَ الراهب أحب إِلَيْك من السَّاحر فَاقتلهَا فَقتلهَا وَكَانَ الْغُلَام بعد ذَلِك يُبرئ الأكمه والأبرص وَيُبرئ من الأدواء إِذْ عمي جليس الْملك فَأَبْرَأهُ فَأَبْصَرَهُ الْملك فَسَأَلَهُ من رد عَلَيْك بَصرك فَقال رَبِّي فَغَضب فَعَذَّبَهُ فَدلَّ على الْغُلَام فَعَذَّبَهُ فَدلَّ على الراهب فَلم يرجع الراهب عَن دينه فقد بِالْمِنْشَارِ وَأَبَى الْغُلَام فَذهب بِهِ إِلَى جبل لِيطْرَح من ذروته فَدَعَا فَرَجَفَ بالقوم وطاحوا وَنَجَا فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قُرْقُور فَلَججُوا بِهِ ليغرقوه فَدَعَا فَانْكَفَأت بهم السَّفِينَة فَغَرقُوا وَنَجَا فَقال للْملك لست بِقَاتِلِي حَتَّى تجمع النَّاس فِي صَعِيد وَأحد وَتَصْلُبنِي على جذع وَتَأْخُذ سَهْما من كِنَانَتِي وَتقول باسم الله رب الْغُلَام ثمَّ ترميني بِهِ فَرَمَاهُ فَوَقع فِي صَدره فَوضع يَده عَلَيْهِ وَمَات فَقال النَّاس آمنا بِرَبّ الْغُلَام فَقيل للْملك نزل بك مَا كنت تحذر فَأمر بِأَخَادِيدَ فِي أَفْوَاه السكَك وَأوقدت فِيهَا النيرَان فَمن لم يرجع طَرحه فِيهَا حَتَّى جَاءَت امْرَأَة مَعهَا صبي فَتَقَاعَسَتْ أَن تقع فِيهَا فَقال الصَّبِي يَا أُمَّاهُ اصْبِرِي فَإنَّك على الْحق فَاقْتَحَمت وَقيل لَهَا قَعِي وَلَا تُنَافِقِي وَقيل مَا هِيَ إِلَّا غُمَيْضَة فَصَبَرت».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْكتاب وَبَوَّبَ عَلَيْهِ بَاب قصَّة الأخدود وَأسْندَ إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قال: «كَانَ ملك فِيمَن كَانَ قبلكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحر فَلما كبر قال للْملك إِنِّي قد كَبرت فَابْعَثْ لي غُلَاما أعلمهُ السحر فَبعث إِلَيْهِ غُلَاما يُعلمهُ فَكَانَ فِي طَرِيقه إِذا سلك رَاهِب وَسمع كَلَامه وَأَعْجَبهُ فَكَانَ إِذا أَتَى السَّاحر مر بِالرَّاهِبِ وَقعد إِلَيْهِ وَإِذا أَتَى السَّاحر ضربه فَشَكا ذَلِك إِلَى الراهب فَقال إِذا خشيت السَّاحر فَقل حَبَسَنِي أَهلِي وَإِذا خشيت أهلك فَقل حَبَسَنِي السَّاحر فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ أَتَى على دَابَّة عَظِيمَة قد حبست النَّاس فَقال الْيوم أعلم السَّاحر أفضل أم الراهب أفضل فَأخذ حجرا فَقال اللَّهُمَّ إِن كَانَ أَمر الراهب أحب إِلَيْك من أَمر السَّاحر فَاقتل هَذِه الدَّابَّة حَتَّى يمْضِي النَّاس فَرَمَاهَا فَقتلهَا وَمَضَى النَّاس..». إِلَى آخِره الحديث فِيهِ زِيَادَة وَنقص وَيُقَارب فِي الْمَعْنى.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذي وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَفِي آخِره «فَجَاءَت امْرَأَة بِابْن لَهَا ترْضِعه وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَن تقع فِي النَّار فَقال الصَّبِي يَا أمه اصْبِرِي فَإنَّك على الْحق» وَهُوَ لفظ النَّسَائِيّ أيضًا.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَقال فِيهِ «فَاقْتَحَمت فَقال لَهَا امْضِي وَلَا تُنَافِقِي» وَرَوَاهُ احْمَد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي وَقال فِي آخِره «وَأما الْغُلَام فَإِنَّهُ دفن وَذكر انه أخرج فِي زمن عمر بن الْخطاب وَيَده على صُدْغه كَمَا وَضعهَا حِين قتل» قال وَالأخدود بِنَجْرَان انتهى.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإيمان.
فِي الْبَاب السَّادِس عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَلَيْسَ عِنْدهم قصَّة الْمَرْأَة قال الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ إِلَّا صُهَيْب وَلَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب انتهى.
1475- الحديث الثَّانِي:
عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنهم حِين اخْتلفُوا فِي أَحْكَام الْمَجُوس قال هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمسكينَ بِكتابهِمْ وَكَانَت الْخمر قد أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا بعض مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع على أُخْته فَلما صَحا نَدم وَطلب الْمخْرج فَقالت لَهُ الْمخْرج أَن تخْطب النَّاس فَتَقول يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات ثمَّ تخطبهم بعد ذَلِك أَن الله حرمه فَخَطب فَلم يقبلُوا فَقالت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّوْط فَلم يقبلُوا فَقالت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّيْف فَلم يقبلُوا فَأَمَرته بالأخاديد وَإِيقَاد النَّار وَطرح من أبي فِيهَا فهم الَّذين أَرَادَهُم الله تبَارك وَتعالى بقوله: {قتل أَصْحَاب الأخدود...} الْآيَة.
قلت رَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن الْحسن بن مُوسَى ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي ثَنَا جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قال لما هزم الْمُسلمُونَ أهل الأسفيدهار انصرفوا فَجاءهمْ نعي عمر فَاجْتمعُوا فَقالوا أَي شَيْء يجْرِي على الْمَجُوس من الْأَحْكَام فَإِنَّهُم لَيْسُوا بِأَهْل كتاب وَلَيْسوا من مُشْركي الْعَرَب فَقال علي بن أبي طَالب بل هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمسكينَ بِكتابهِمْ وَكَانَت الْخمر أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا ملك من مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع على أُخْته... إِلَى آخِره سَوَاء.
وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أيضًا فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن ابْن أَبْزَى فذكره إِلَى قوله فَوَقع على أُخْته قال فَلما ذهب عَنهُ السكر قال لَهَا وَيحك مَا الْمخْرج مِمَّا ابْتليت بِهِ فَقالت اخْطُبْ النَّاس فَقل يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات فَقال النَّاس بَرِئْنَا إِلَى الله من هَذَا القول مَا أَتَانَا بِهِ نَبِي وَلَا وَجَدْنَاهُ فِي كتاب فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقال لَهَا وَيحك إِن النَّاس قد أَبَوا أَن يقرُّوا بذلك فَقالت ابْسُطْ فيهم السِّيَاط فَفعل فَأَبَوا أيضًا فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقال إِنَّهُم قد أَبَوا فَقالت اُخْطُبْهُمْ فَإِن أَبَوا فَجرد فيهم السَّيْف فَفعل فَأَبَوا عَلَيْهِ أيضًا فَقال لَهَا إِنَّهُم قد أَبَوا فَقالت خد لَهُم الأخدود ثمَّ اعرضهم عليها فَمن أقر وَإِلَّا فَاقْذِفْهُ فِي النَّار فَأنْزل الله فيهم {قتل أَصْحَاب الأخدود النَّار ذَات الوقود} إِلَى قوله: {وَلَهُم عذاب الحريق} قال فَلم يزَالُوا مُنْذُ ذَلِك يسْتَحلُّونَ نِكَاح الْأُمَّهَات وَالْأَخَوَات وَالْبَنَات انتهى.
وَرَوَاهُ الوأحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حديث الْهَيْثَم بن جميل ثَنَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير قال لما انهزم أهل أسفيدهار قال عمر ابْن الْخطاب مَا هم يهود وَلَا نَصَارَى وَلَيْسَ لَهُم كتاب فَقال علي بن أبي طَالب لَهُم كتاب وَلكنه رفع وَذَلِكَ أَن ملكا لَهُم سكر... إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة فِي أَوَاخِر السّير أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الدَّامغَانِي إجَازَة عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن يُوسُف بن يَعْقُوب عَن أبي الرّبيع عَن يَعْقُوب القمي بِهِ.
1476- الحديث الثَّالِث:
رُوِيَ أَنه وَقع إِلَى نَجْرَان رجل مِمَّن كَانَ على دين عِيسَى عليه السلام فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوا فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ بجُنُوده من حمير فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا فَأحرق مِنْهُم اثْنَي عشر ألفا فِي الأخاديد وَقتل سبعين ألفا وَذكر أَن طول الأخدود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا.
قلت رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي أَوَائِل السِّيرَة حَدثنَا زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ إِن أهل نَجْرَان كَانُوا أهل شرك يعْبدُونَ الْأَوْثَان... فذكر الْخَبَر بِطُولِهِ إِلَى أَن قال وَاسْتَجْمَعَ أهل نَجْرَان على دين عبد الله بن الثَّامِر وَكَانَ على مَا جَاءَ بِهِ عِيسَى عليه السلام من الْإِنْجِيل وَحكمه وَجعل عبد الله بن الثَّامِر لَا يجد بِنَجْرَان أحدا بِهِ ضرّ إِلَّا أَتَاهُ فَاتبعهُ على أمره ودعا لَهُ فَعُوفِيَ فَمن هُنَالك كَانَ أصل النَّصْرَآنية بِنَجْرَان حَتَّى رفع شَأْنه إِلَى ملك نَجْرَان فَدَعَاهُ ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى جبل عَظِيم فَأَلْقَاهُ من أَعْلَاهُ إِلَى الأَرْض فَقَامَ لَيْسَ بِهِ بَأْس ثمَّ بعث بِهِ فَأَلْقَاهُ فِي بَحر بعيد الْغَوْر فَخرج بِهِ لَيْسَ بِهِ بَأْس فَقال لَهُ عبد الله بن الثَّامِر إِنَّك لن تقدر على حَتَّى توَحد الله فَوحد الْملك الله وآمن بِهِ ثمَّ أَخذ الْملك عَصا فَضرب بهَا عبد الله بن الثَّامِر فَشَجَّهُ فَهَلَك وَهلك الْملك وَاجْتمعت أهل نَجْرَان على دين عبد الله بن الثَّامِر فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس بجُنُوده فَدَعَاهُمْ إِلَى الْيَهُودِيَّة وَخَيرهمْ بَين ذَلِك وَالْقتل فَاخْتَارُوا الْقتل فَخدَّ لَهُم الأخدود فَحرق بالنَّار وَقتل بِالسَّيْفِ وَمثل بهم حَتَّى قتل عشرين ألفا فَفِي ذي نواس وَجُنُوده انْزِلْ الله تعالى قتل أَصْحَاب الأخدود النَّار ذَات الوقود الْآيَة انتهى مُلَفقًا من كَلَام طَوِيل. وَنَقله الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن وهب بن مُنَبّه أَن رجلا كَانَ على دين عِيسَى فَوَقع إِلَى نَجْرَان فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا عَلَيْهِ فَخدَّ الأخاديد فَأحرق اثْنَي عشر ألفا.
وَقال الْكَلْبِيّ كَانَ أَصْحَاب الأخدود سبعين ألفا وهم نَصَارَى نَجْرَان وَذَلِكَ أَن ملكا بِنَجْرَان أَخذ بهَا قوما مُؤمنين فَخدَّ لَهُم فِي الأَرْض سَبْعَة أخاديد طول كل أخدُود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا ثمَّ طرح فِيهَا النفط وَالنَّار ثمَّ عرضهمْ عليها فَمن أَبَى قَذَفُوهُ فِيهَا وَمن رَضِي تَرَكُوهُ إِلَى آخر الْقِصَّة.
1477- الحديث الرَّابِع:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: «انه كَانَ إِذا ذكر أَصْحَاب الأخدود تعوذ من جهد الْبلَاء».
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الْأَنْبِيَاء فِي بَاب كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن عَوْف عَن الْحسن قال: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ إِذا ذكر أَصْحَاب الأخدود تعوذ من جهد الْبلَاء» انتهى.
1478- الحديث الْخَامِس:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ انه قال: «من قرأ سُورَة البروج أعطَاهُ الله بِعَدَد كل يوم جُمُعَة وكل يوم عَرَفَة تكون فِي الدنيا عشر حَسَنَات».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد ابْن إبراهيم بن سعد ثَنَا سعيد بن حَفْص قال قرأت على معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «من قرأ {وَالسماء ذَات البروج...}» إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الوأحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.